المدينة والسلطة في الإسلام: نموذج الجزائر في العهد العثماني

medina power in islam

  

كتاب: المدينة والسلطة في الإسلام: نموذج الجزائر في العهد العثماني

المؤلف: د/مصطفى بن حموش،

الناشر: دار بالمبساست، الجزائر، سنة 2014، برعاية وزارة الثقافة. 

 

ملخص الكتاب

كيف كانت مدينة الجزائر خلال العهد العثماني و قبيل سقوطها في يد الاحتلال الفرنسي؟ و هل صحيح أنها  كانت تفتقر إلى حسن الإدارة، و تشكو من غياب المؤسسات التي تقوم بشؤونها؟ و هل ما يقوله المستشرقون بأن المدن الإسلامية كانت تعيش الفوضى و أن السلطة العثمانية كانت غائبة حيث كانت لا تعتني إلا بالحروب و القرصنة و لا تلتفت إلى مجتمعاتها المدنية؟  إن كتاب “المدينة والسلطة في الإسلام” يلقى الضوء على المدن الإسلامية في المغرب الأوسط من المنظور التاريخ و الفقهي و الإداري ليخلص إلى الإجابة عن الأسئلة السابقة، من خلال نموذج مدينة الجزائر في العهد العثماني. 

يتعرض هذا الكتاب إلى دراسة العلاقة بين شكل العمران وطبيعة السلطة من المنظورين التاريخي و التشريعي. وينطلق من فرضية وجود ارتباط تبعي واطرادي بين طرفي هذه الثنائية، حيث يؤكد وجود تلازم بين شكل المدن أو الاجتماع البشري بالمفهوم الخلدوني و طبيعة السلطة. فالكثير من مظاهر العمران يمكن تفسيرها من خلال ممارسة السلطة داخل المجتمع، و النظام الإداري والقوانين التي يخضع لها أفراد ذلك المجتمع في تصرفاتهم.

يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء؛ أولها يتناول تعريف المفاهيم الكلية لثنائية المدينة والسلطة في ضوء التصور الإسلامي، ثم ينتقل إلى عرض الإطار التشريعي والأجهزة السياسية والإدارية والقضائية التي جسَّدت هذه العلاقة من خلال التجربة العثمانية في الجزائر. أما الجزء الثاني فيعرض علاقة المدينة والسلطة من خلال الإدارة اليومية للأنشطة الحضرية. فمن ملامح الإدارة المحلية اليومية في المدينة طريقة التوزيع العقاري وآليات التصرف و الاستغلال و هوية الملاك الرئيسيين، و الممارسة اليومية للإدارة المحلية و الحسبة من خلال تسيير الخدمات العمومية والأحياء السكنية والحرفية والأسواق في المدينة. أما الجزء الثالث فهو عرض للتجربة العثمانية في ميدان التهيئة الإقليمية والتعمير في ضوء الإطار التشريعي الإسلامي العام. وقد كان للمأساة الأندلسية من زاوية التاريخ أثرها العميق في التجربة العمرانية العثمانية، التي تزامنت مع استلامهم مقاليد الحكم في المنطقة. فقد كانت الإدارة العثمانية الفتية ملزمة بإدارة أزمة قدوم المهاجرين الأندلسيين إلى شمال إفريقيا، حيث قامت بإنشاء مدن جديدة  مثل القليعة والبليدة و توسيع المدن القائمة مثل الجزائر العاصمة لإيوائهم و إدماجهم في المجتمع الجزائري.

و إذا كان الكتاب يغلب عليه الطابع التاريخي، فإنه يقدم في الأخير محاولة لاستنباط الدروس في إدارة المدن و تخطيطها  لمعالجة أزمات مدننا المعاصرة. و يختم الباحث كتابه بطرح محاولة لاستنطاق التاريخ الحضري بوصفه خزانا من التجارب البشرية التي تصلح للاستنباط، و تجديد العمران الإسلامي و الفكر المدني بالعودة إلى مقاصد الشريعة و الاستفادة من المعارف المعاصرة.   

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *